يا قلب
أما أتعبتك الأسفار
أما مللت الحل و الترحال
كم أقمت في قلب غيداء
وكم سكنتك هيفاء
يوم أن كنت للحب واحة غناء
ويوم أن كان الحب طهر وصفاء
لا يعرفه إلا من له أوفياء
يوم أن كنت
للحب بحر
وللإحساس نهر
أنسيت يوم أن اخترت لك محبوبة فأخطأت
من الشوق لوصلها قاسيت العناء
جرحتك بالجفاء
حتى أتاك منه الإعياء
وفي الليل أكثرت من الشوق اليها البكاء
وعند رحيلها تكثر النداء
أنسيت يوم أن اخترت لك محبوبة فأصبت
بجمالها من فيض الحب تغزلت
ولجبينها بالرضا قبلت
وفي أحضانها بعد العناء ارتحت
ومن حنانها بعد عطش ارتويت
وفي البعد لطيفها سامرت
الآن يا قلب بعد أن كبلتك الأغلال ؟
تحن إلى الترحال ؟
با قلب لم تعد الحال تلك الحال
فالقلب يسكنه الآن ألف مجاف ووصال
أنسيت أن في الدنيا هموم
تكثر في سمائك كالغيوم
أنسيت أني احفر للعيش بالأظافر
فعلي بلقمة العيش أكون ظافر
لعلمي أن الجوع كافر
فدع الحب عنك يا قلب
واتركه يهاجر
فالزمان لم يعد ذاك الزمان الذي به نفاخر
ندر فيه الحب الطاهر
وأصبح الحب على لسان كل عاهر
في ليلها لمن تسامر
عندما تأخذ الدينار من ذاك المغامر
دعه يهاجر
لم اعد يا قلب أنا ذاك الباذخ التاجر
دعه يهاجر
فزماننا أصبح فيه المال هو الأمر
والمصالح تحرك المشاعر
دعه يهاجر
فانا أصبحت بحب هذا الزمان كافر
وبك يا قلب لن أغامر
فقد ملكتك يوما ست الجواهر