أحتاج دوماً لمحطةٍ أُفرِغُ بها أحاسيسي
لصدرٍ دافئٍ أشكو له انزعاجاتي
لقلبٍ محبٍ أنثر له ابتهاجي
كطفلٍ صغير .. يشكو حين يتعب .. حين يغضب
حين يفرح و يلعب ..
كأنثى مجنونة تضج مشاعرها في دجى الليل .. فتنضح بدموعها
كرجلٍ تائهٍ في همومه لا يستسلم ولا يضعف
يبحث عن صدرٍ يحتويه .. عن قلبٍ يرويه ..
فيجد ما يبحث .. فيتوقف ليرتاح
تلك الأنثى و ذاك الطفل .. متشابهان و ذاك الرجل
فكلنا في النهاية طفل ..
نتعب و نغضب .. نفرح و نلعب
كلنا نحتاج لمساحةٍ نسترخي بها بعيداً عمّا يكدرنا
نحتاج بين الحين و الآخر لخفقة قلم .. تُزيل ما يتعبنا
فلا أجمل من نقطةِ حبر .. طُبِعَت وسط صفحة بيضاء
تُشعِرنا بالأنس فكأنها وحيدةٌ في فضاء .. و نحن من يمتلك ذاك الفضاء
ففي لحظةِ قسوة .. نتركها تعاني رعب الوحدة .. و شبح الظلام
و في لحظة حنية .. نملأ فضاءها نقاط .. لعلّ النقاط تُزيل الهموم
فلتجتمع نقاطنا في فضاءنا .. لتخفق أقلامنا و تنزف بأفكارنا
نفضفض في صمت .. و نستمع لصمت فضفضاتنا
نفضفض في ضجة الحياة .. و نقرأ ذاك الضجيج ..
لنترك مجالاً لفضفضاتنا لتنطلق دونما حواجز
لنترك لها حرية التبعثُر بين السطور
لم أشأ أن أُزيل الفضفضة
فطالما كانت عوننا في نسيان همومنا
طالما كانت عاملٌ ساعدنا على الابتهاج
طالما كانت المساحة التي احتوت فضفضاتنا ^^
إذاً هيا بنا نفضفض ..